Sunday, November 29, 2015

غياب في حضور

إليك أنت،


 أكتب إليك في ليلة مؤرقة، يبتلعني فيها النور ولا يأخذني إلى الظلام الذي أحتاج إليه. بالأمس قضيت ليلة في محاولة للنوم استمرت مدة ساعتين، حتى نمت أخيرًا نومًا مضطربًا، والليلة ينتابني شعور غريب بحيوية مفرطة غير مرغوب فيها، رغم اضطراب ميعاد نومي بشكل ملحوظ.

المهم أننا هنا، والمهم أنني لم آتِ منذ يومين أو ثلاثة لضغوطات ما، ولكن الأهم أنني جئت، جئت لأن أحدًا لن يتحمل حديثي غيرك، لأن أحدًا لا يسمعني طيلة الوقت وفي أي وقت غيرك. لكل منا هذا الشخص، اخترعناه نحن أم لم نخترعه، يجب أن يكون هناك من يرعانا في غيابنا، من يرعى ما نحن فيه في غيابنا، وإلا فلانتابنا جميعًا الجنون من الوحدة. 

الحمد لله على من نخلقهم في خيالاتنا، وعلى من يرعونا في غيابنا، عندما نكون موجودون جسدًا بلا روح، والحمد لله على من يمقتوننا، لأنهم يعلّمونا ألا نصبح مثلهم، وأخيرًا، الحمد لله على غيابنا في حضورنا، فلولاه لما استطعنا أن ننسى الكثير الكثير من مصائب الدنيا.

ولك كامل إخلاصي ووفائي،
نون


No comments:

Post a Comment