Wednesday, February 17, 2016

نصف حياة

إليكْ،

قرأتُ في كتاب ما أنه يوجد ما هو أقسى من الموت، وفي نفس الجملة قال الكاتب مرة أخرى "أقسى بكثير". قرأت هذه الكلمات وتركتها أمامي قليلًا، ثمّ سجّلتها في ذاكرتي، ثمّ وضعتها حيث يمكنني اللجوء إليها وقتما أحتاجها. ولكنني لم أكن في حاجة إلى أن أتذكر أن هناك ما هو أقسى بكثير من الموت؛ أن تعيش نصف حياة، وتفرح نصف فرح، وتبكي دون أن تترك كل ما في روحك يسيل على وجهك رويدًا رويدًا، إلى أن يصل إلى شفتيك، فتبتلعه وكأنك تختزله لمرة أخرى، أو تودّ ابتلاع أحزانك كما ابتلعتك. أن تقف في المنتصف بين كل شيء، وكأنك لست إنسانًا كاملًا، بل إنك بقايا وأشلاء وحطام من هُم حولك، أو من قابلتهم على مدار حياتك أو من تركوا فيك أثرًا ما. ثم وأنا أكتب لك الآن تذكّرتُ "نصف حياة" لجبران، ولا يسعني إلا أن أشاركك بعضًا منها.

لا تعش نصف حياة ولاتمت نصف موت.. لا تختر نصف حل ولا تقف في نصف الحقيقه .. لا تحلم نصف حلم ولا تتعلق بنصف أمل..إذا صمت فاصمت حتى النهاية..وإذا تكلمت فتكلم حتى النهاية..لا تصمت كي تتكلم ..ولاتتكلم كي تصمت..

ولكَ كلّ ما فيّ،
نون


No comments:

Post a Comment