Wednesday, April 6, 2016

مصرع حلم

إليكْ،

يقول درويش "قف على ناصية الحلم وقاتِل"، ويقول كنفاني "لك شيءٌ في هذا العالم، فقُم". أمّا أنا، فأحاول أن أقف على قدميّ وأصل إلى عتبة الحلم لا على ناصيته. وأنظر من على بُعد، لأرى ما وصل إليه وما قد يصل إليه. أنظر يُمنة ويُسرة بحذر، حتى لا تزعجه أفكاري، تلك الأفكار التي تهرب مني إلى كل شيء تلمسه، فتجعل فيه جزءً منها، ويتغير تغيرًا كأنها بلمسها إياه تعطيه نفحة من الموت.

أقف قليلًا على هذه الأعتاب وأنسى أنه حُلم لم يتحقق، أقف وكأنني عند مفترق طرق لا أعلم إن كنت أودّ أن أترك حُلمي  وأعود للواقع، أم أقاتل معه لآخذه إلى الواقع. أنتظر برهة كي أختار الطريق. ولكن ليس هناك من طريق! طريق الأحلام والواقع واحد. فأين تذهب الأحلام إلا إلى الواقع؟ ومن أين تأتي إلا من الواقع؟ أتحدث عن أحلام اليقظة لا أحلام النيام.

آخذ واقعي البائس وأدخل حُلمي بكل ما فيّ من أفكار فاسدة قد تقتله. آخذ كل شيء وأقف على الناصية، ولكنّي لا أقاتل. أترك أفكاري تقاتل حلمي، وأنسحب في هدوء الجبناء. تعبتُ من أفكار عنيدة وحلم لا يتحقق. سأبحث عن حلم آخر يليق بي ولا يتركني صريعة في النهاية.

ولكَ كلّ ما فيّ
نون

No comments:

Post a Comment