Friday, April 1, 2016

لسوف تُعانقني الكلمات

إليكْ،

أجلس هنا، على مرأى من الأرفف التي تحمل كتبًا لم أقرأها بعد، كتبًا يكاد الغبار وتراب المكان يلتصق بها حتى يصبح جزءًا لا يتجزأ منها، ترابٌ كأنه توسّل لكي تقرأها، أو ترابُ الميئوس منه. تتراكم الكلمات فوق رأسي أحيانًا وأنا جالسة تحتها، تتراكم وتُزحم رأسي بآلاف الآلاف من الأفكار التي تريد أن تقتلني بالشعور بالذنب، إلا أنه إحساس إن لم أشعر به لن أحيا الحياة التي أريد أن أحياها.

أترك فكرة من أفكاري تأخذني معها، وبدون شعور مني أنظر إلى الأرفف لعلها تساعدني في التفكير قليلًا، فأسرح في ما قد تحويه هذه الكتب من كلمات وأفكار قد لا تخطر على بالي قط، ثمّ أترك الفكرتين تسبحان معّا وأغرق أنا في اللاشيء.

أفتقد الكلمات بشكلٍ موحش، وأفتقد كتابًا في يدي أعانقه وتعانقني كلماته، فننسجم معًا كما لو كنّا روحًا واحدة. أفتقد تلك الأفكار التي تهزّني دون أن أشعر، حتى أنتهي من آخر صفحات الكتاب فأُدرك أنني لن أنسى هذا الكتاب ولا هذه الكلمات ما حييت. لا أعلم ماذا حدث، ولا أعلم لِمَ حدث، ولكنني بدون القراءة لستُ أنا، وأنا أكتُب لك الآن لستُ أنا، ولن أعود إلا إذا وجدتُ كتابًا في أرففي يهزّ ما فيّ فأعود. وسأعود يومًا ما.

ولكَ كلّ ما فيّ،
نون

2 comments:

  1. أولا... عنوان البوست هذا جميل جميل جميل ظل يروادني منذ أن قرأته ليلة أمس.
    ثانياً... أحس أن في ما كتبت من ال
    stream of consciousness
    ما كانت فيرجينيا ولف لتفخر به.
    و أخيراً...واصلي الكتابة، علّ كلماتك تظل تعانقني و أنا في منأى عن كتبٍ تحويني.
    مع حبي

    ReplyDelete
    Replies
    1. حبيبتي :) شكرًا إنك قارئة شغوفة ومخلصة للمدونة حقيقي. أنتِ رائعة
      شكلي كدا هاقلد الأسلوب دا عشان دي فعلًا طريقة كتابتي بدون مجهود ولا تكلف

      Delete