Saturday, March 12, 2016

فصبرًا

إليكْ،

أشعر أن قلمي به بقايا من حبر يكاد أن يجفّ، أو حبر متناثر في أنبوبته يأبى أن يخرج إلى أوراقي، وأن نهاية هذا الحبر هي نهاية كلماتي. وحتى الآن، لا أعرف معنى أن أقول نهاية الكلمات، ولكن بداخلي إحساس ما يطغى على كلماتي ويستبدل الصمت بها، ويزداد شيئًا فشيئًا ازديادًا ليس له مغزى.

ما يثير الفضول أن هذا الازدياد وكأنه فراغ قارب أن يستحوذ عليّ من الداخل، يستحوذ عليّ وأنا مليئة بأفكار لا تنتهي، بل إنني عاجزة عن الإتيان بالوقت الكافي لها لكي أحدّثك عنها، أو قد أكون لست بكاتبة بارعة لديها القدرة على البوح بما في جعبتها بشكل يوميّ، لأن للحياة أيام يطغى عليها الصمت أكثر من طغيان الكلمات.

المهم أن الصفحات تمتلئ، ولو ظننا أن هذا الامتلاء لا شيء، بل إن في هذا اللاشيء مئات الأفكار. قد لا ندركها ولكن تدرِكًنا.

وفي هذه الصفحة أكتب لك ما قد يبدو أنه لا شيء، إلا أن انقطاعي يملؤه الحنين والشوق والكثير الكثير من الكلمات. انقطعتُ ولم ينقطِع فيّ شيء ما، كلماتي إليك ظلّت حبيسة داخلي، تبكي كي تخرج منّي إليك، وتتوسّل إليّ كي أُطلِقَها من هذا السجن الذي هو جسدي، والذي تملؤه آلاف الأفكار التي ليست منها، وتخنقها بتكراراتها وتزاحمها جنبًا إلى جنبٍ مع كلماتي إليكْ.

أتمنى في يومٍ ما أن أُخرج جميع هذه الكلمات إليك كما يجب أن تخرج وكما يستحق لها أن تخرج. ولكن ربما أرادت أن تخرج بالشكل الأمثل، فصبرًا عليّ وصبري عليّ.

ولكَ كلّ ما فيّ،
نون

No comments:

Post a Comment