Friday, August 19, 2016

على حافة النسيان

إليهْ،

إنه النسيان. التقوقع في غيابات التناسي حتى يأتي النسيان بطيّاته. من أين يأتي؟ وما هي تلك الطيّات؟ ألا يسأم النسيان من هذه الطيّات ويمزّق أوراقه لنبدأ من جديد؟ ألا يكون لنا أبدًا أن تُفتح لنا صفحات جديدة حتى نتوب عن حياة أولى، ألا تُكتب لنا حياة أخرى إلا عند الموت؟ ثم ما هو الموت؟ أليس إلا فرصة أخرى للنسيان؟
إلى أين نهرب من الموت إذا كنا سنهرب بالنسيان؟ ذلك الشعور الخدّاع الذي يتلاعب بالذاكرة. الذاكرة طوع القلب. يُباغتها ببعض الحُزن والشوق فتأتي، تأتي بذكريات أمضينا دهرًا ننساها، تأتي بكلّ ما لا نحتاجه في تلك اللحظات. لحظات الضعف. الهروب من الواقع. التقوقع في ما قد يحدث وما قد كان سيحدث لو كُنّا. لو كُنا ماذا؟ لو كُنا فعلنا كذا وكذا. 

ولكن حاشا للقلبِ أن يترك الـ”ماذا لو” تطغى على مشاعر الحزن تلك. إنما يُريد القلب أن يحزن ليعاود المسيرة من جديد بشيء من الصبر، وبشيء من الأمل. أملٌ أن ينسى يومًا ما. أملٌ ألا يجتمع الموت والنسيان والوجع في لحظة واحدة ليقضي عليه. أمل في البقاء على صوابه وألّا ينجرف إلى حافة الجنون.

ولهُ كلّ ما فيّ،
نون


No comments:

Post a Comment