أسوأ ما قد يحدث حدث

إليك أنت،

أرجو ألا يكون الأمل قد تبدد بداخلك بأن أظل أكتب لك بلا انقطاع، فإن الحياة تُنسي أحيانًا، وتبًا لهذا النسيان برغم أن "الإنسان" مشتقٌ من النسيان. فلك ألا تسامحني ولك أن تتناسى فتنسى تقصيري.

"ما هو أسوأ ما قد يحدث؟" هو أسوأ مبدأ قد يعيش به إنسان ما. عِشتُ هذا المبدأ ولعلّي لازلت أعيشه حتى فقدتُ الكثير وأدركت أن الكثير من الأمور السيئةِ لها أن تحدث، فلِمَ لا وأنت مليء بالتصرفات الطائشة الخالية من التفكير الراشد السليم؟ 

كرهتُ هذا المبدأ بل أوشكت أن أمقُته لما تسبب لي من مصاعب حياتية، وكرهتُ جزئيًا الشخص الذي سألني هذا السؤال للمرة الأولى وعرف كيف يقنعني به. تبًا لمن يملكون القدرة على الإقناع وتبًا لمن تستهويهم الأفكار عن بُعد وتستضعفهم. تبًا لكلانا.

--

في القاهرة، كلّما حاولتُ أن أستنشق من داخلي وأعماقي الهواء من حولي أتذكر كم أنّ الهواء الذي سأستنشقُهُ ليملأ رئتيّ بالحياة قد يملؤها بالموت البطيء فأكتم أنفاسي للحظة وأستنشق فقط ما يساعدني على الحياة، وأسُبّ هواء هذه المدينة القاتلة القاهرة التي لها من اسمها كل النصيب. قاهرة فاجرة سافرة حائرة فاترة.

ولكَ كامل إخلاصي ووفائي،
نون.