Wednesday, July 27, 2016

اختباء

إليهْ،

تتوارى مني الكلمات. أقف مسندة الرأس على حافة الخيال، لا أنا في الخيال ولا أنا في الواقع. أبحث عن الكلمات فلا أجدها. أنظر إليه برهة فأجد عينيه تحملق فيّ دون طرفة واحدة. لا أدرك ما أنا فيه إلا عندما تعود إلي العبارات الواحدة تلو الأخرى. أضيع في تفاصيل كلماته وفي تعبيراته المتجهمة المليئة بالحنان في الوقت ذاته. تتسابق الكلمات في حلقي في لحظة واحدة، وفي اللحظة التالية تتوه مرة أخرى بين صمتٍ لا يُروى وتردد لا ينطفئ وهجه.

أقف بمحاذاته لكي أختبئ فيه حالما تسنح الفرصة لي وعندما تعجز كلماتي عن التحرر من الداخل. أقول له إنني عاجزة عن الإتيان بالكلمات في موضعها الصحيح، فيطمئن وحشتي ويصمت ليعطي لكلماتي مساحتها حتى تعود.

يطمئنني بأن يقول لي "أحبّك"، ولكنني أختبئ فيه وأصمت. أختار ألا أتحدث، وأحيانًا أختار الموجز من الحديث، لكي أنتهز فرصة سماع صوته يهمس في أذني. 

إلى أين المفرّ منكَ وأنتَ المفرّ؟

ولهُ كلّ ما فيّ،
نون

No comments:

Post a Comment